Categories
Uncategorized

المحتوي السوداني الحديث

هل أصبحت التفاهة واقعًا حقيقياً يجب علينا تقبلها والاقرار بها؟

المسرح بين الرسالة والتفاهة، إبتداء من نقطة تفاهة ميديا العصر الحديث، تم تشوية صورة المسرح والفن، حيث تم إبتذال كل معاني الرسائل الفنية التي يتم بثُها عبر الشاشات للأجيال الحديثةفلا توجد غرابة اليوم اذا قابلت شاب أنيق المنظر يجادلك في ما يتم بثة عبر الشاشةإذ انه راي الجمال في مسلسل او أغنية لا تحمل اي قيمة.

الفن يحمل في معناه الكثير من الأشياء، اذا عمقنا النظر في المعنى التاريخي سنجد انة دائر حول ثلاث ركائز مرتبطة بالفكر والثقافة والايديولوجيا-. إذ هذا المعنى حديث وغريب علي هذا الجيل بكل معني الكلمة. فن الفكر والثقافة والايدلوجيا علي المستوي الاقليمي والوطني أختزل وضُيق علي ابعد ما يمكن ان يتصورة الانسان، إذ يمكن ان تجد شاب يجلس في القهوة (متحدث قهوة) يمسك سجارة بيدة وكاس قهوة ويتحدث عن جمال منتج يتم بثة عن طريق مجموعة غريباً أمرها، تنشر مونتاج علي المستوي الوطني، ويرأي متحدث القهوة الجمال في ما يتم نشرة عن طريق من يطلق عليه الجقر (زاندا) قصة تدور حول لا شئ، سوى مجموعة من المعتوهين يعبثون بالشاشة السودانية ويشوهون صورتها.

في الجانب الثاني الجماعُة بَتْع السرير، بقيادة من يطلق عليه زول سغيل الذي دخل هذا المجال عن طريق إيقاف المارة علي الطريق مع الفنانة الأنيقة الجميلة مونيكا، هي كذلك دخلت الوسط الفني عن طريق جمالها، إذ ان متحدث القهوة يسرد المشهد ربما من منظور السرير الذي يبُث منه تفاهه محتواهم. اذا تعمقت في النظر حول هذة المجموعة الرديئة، ستجدها لا تختلف في شئ عن الجماعة بَتْعستموت في العشرين وجوليااذ أن غرابة الأمر في هذة الجماعات ستجدها في إطار واحد مع فنانيين هذا الجيل أمثال الأنيق مازن حامد والسخيفة نانسي عجاج. كل الصفات هذة مرتبطة بمتحدث القهوةجالساً بعد الإفطار يناقش القيم الجمالية في تفاهة وانحطاط المونتاج وكالعادة ستجدة كذلك متذوق جيد للإزعاج الذي يخرج من حنجرة نانسي عجاج ومازن حامد ومن أشد المعجبين بي تفاهة الجقر وزول سغيل ومونيكا عميق الي درجة انه استطاع ان يشاهد الجمال عند الجماعة بتاعُجوليا والعشرينيحتسي كأس قهوتة ممسكاً السجارة يتحدث ساعة ونصف عن القيم الجمالية بين حسناوات المحتوي، ويختم يومة علي ألحان نانسي ومازن، ستجدة كذلك من الاشخاص الافتراضين الذين يحبون الحياة وترفها، يناقش ويجادل ويتحدث عن الحياة من منظور جمالي يراه هو فقط والجماعة بَتْع الفن الجميل.

متحدث القهوة الأنيق المحب للحياة، يستطيع ان يجادل ساعة ونصف، لا جدل حول أختلاف الأذواق ، ولكن بدون الابتذال في معنى الفن كرسالة او فكر، حتى علي النطاق الأيديولوجي يحب ان يمارس بشكل سليم.

الفن من منظور فكري و ايديولوجي علي أراضي امريكا الجنوبية، عندما انقلب نظام بينوشيه الدموي علي السلطة واعتقل معظم مناضلين ذاك العصر علي الاراضي التشيلية، يذكرنا التاريخ اليومفيكتور جاراشخصية زمانه ومحرر الشعب من الاستبداد والظلم، وقف امام دموية النظام العسكري وتغنى بأخر أغنية لهسننتصر-. إذ اتضح بعد رمى حكم الاعدام عليه ان جميع الشعب التشيلي كان محب لفيكتور جاراومتذوق جيد له فئ الخفاء وانفجر بعد موته، ويؤمنون بالعقيدة التي يحملها بان ألشعب سينتصر ذات اليوم، كان مثال حقيقي لرسالة الفن، إذ لا اريد ان اتحدث من منظور الدبابة والرصاصة وتحويل ألفن أتجاه عجلة الدماء والبطش العسكري وتحريض الظلم والاستبدادية بقوة السلاح، وكذلك لا نطلب من الانيق مازن حامد ان يكونفيكتور جاراعصره، ولا جرة الي جدلٍ، اذ هو بالقناعة التامة لا يفقه شئ عن الفن والغناء اطلاقاً.

كيف لمتحدث القهوةيتجول في شوارع القاهرة يحب الحياة وكاره للحرب ان يبحر في نضال ارض تشيلي، اذ هو يتجول علي أرض القاهرة ولأ يفقه شئ عن تأريخ مقاومتها بالفن، بالكاد انتهي من مشاهدة المعتوهينالجقر والجماعة بتاعُ السريروخرج ليحب الحياة ويرفض البندقيه التى تغني لها الانيق مازن، لا نعرف عن اي بندقية يتحدثبندقيه استبداد التمرد العسكري في الخرطوم ام بندقية الجيشهل الكل سواسية؟ نستباح حتى يعود ليغنى مرة أخرى بجوار القصر في منطقة (المقرن) ويقيم حفلات النخب البرجوازية في كافيهات الرياض وقاردن سيتي بحضور متحدث القهوة ومعهم الجماعة بتاعُ كمبالا كذلك، ام السخيفة نانسي عجاج تجلس رجل علي رجل وتتحدث بكل بجاحة تشرح معنى رسالة الفن، وتقولاذ لا يمكن للفنان ان يدعم قضايا الحرب إطلاقا“.

جدلية التاريخ بين الخرطوم اليوم والبارحة، إذ ان الغناء وسيلة أساسية في صفوف القتال وركيزة أساسية في التاريخ. متحدث القهوة في شوارع القاهرةمعجب السخيفة نانسيلا يعلم عظمة أم كلثوم، ولم يسمع بالنكبة، إذ ان أم كلثوم بقوة صوتها وكبرياءها العتيق علي المستوي الاقليمي والوطني، أقامت حفل كان الاكبر حضورًا في تأريخها يطلق عليهدعم الجيش المصريل عودة المقاتلين الأحرار بعد تحرير بلادهم من دنس اليهود واسترداد الأراضي المصرية، الجندي المصري يعتز حتى اليوم ان شخصية كأم كلثومتغنى له وتقف من منطلق المسرح تحية والدموع علي أعين الجندي القوي وهو يعيد أرضة، وفي بريد عبد الحليم حافظ، حفلهالا لندنالشهير بعد النكبة كذلك اكراماً لبناء مؤسسة الجيش المصري، إذ ان الجيش يعود للشعب مهما طغت عليه الاهواتية وتم شيطنته عن طريق سياسي العصر واختطاف جنرالاته وهندستهم، يعود الجنود الي تراب الوطن وشعب الوطن، متحدث القهوة محب الحياة والمتذوق لمازن حامد تجده مؤيدًا لمًا تداولته السخيفةعجاجرافض للحرب من الاراضي المصرية في رحلة نيلية ولى عليها الزمن، بجوار توتي مع شلة القهوة التي تحب الحياة والفن، يدندن علي أغنيات بصوتٍ عال لا يفقهون معنى الأغنية في حد زاتها تجد متحدث القهوة محب الحياة يردد: يجو عايدين يجو عايدين يا اللهيجو عايدين الدكاترة المهندسين يا الله.. متحدث القهوة يتحدث قرابة الساعة ونصف، إذ انه يدندن بكلمات عشة الفلاتية آلتي تغنيها للجيش السوداني وهو ذاهب الي الأراضي الأثيوبية في مواجهه الغزو الايطالي، ولكن محب الحياة لا يجد الوقت حتى يدرس القليل من معنى الأغنية ف هو مشغول بحب الحياة وجمالها.

لا نطلب من الانيق مازن حامد ان يكون وطنياً مخلصاً او حتى ان يقدم لنا فناً جميلاً كالكابلي بانضباط الإيقاع، ولا نطالب السخيفة عجاج ان تصبح ك أم كلثوم او عائشة الفلاتية، وكذلك محب الحياةمتحدث القهوةالذي أكاد اجزم انه يؤمن ان الانيق مازن حامد من منظورة افضل من وردي والكابلي و ودالامين، معتوهين هذا الجيل مِن مَن اطلقو عليهم اسم فنانين من تربيزة الجبنة، يغنون بإسم الفن علي اسلاف وردي والكابلي و والأمين ومن شابهمم من جيلهم حتى شخصيات ك محمود عبد العزيز وعصام محمد نور.

أمر هذا الجيل غريب، تم العبث به فنياً واخل، اصبح لا يبالي لما يدور حولة، وتمادي علي جميع النواحي، إذ أبتدأ من انتهاء اخر حقبة غنائية بعد ﻣﺤﻤﻮﺩ وهيمنة الاستديو عن طريق فرفور الذي يتجول مغنياً فرحاً حوله جماعة غريباً أمرها في القاهرة وشخصيات السفارة في كمبالا ومجموعة معتوهين الشاشة الإعلامية بينالجقر وبناته وزول سغيل ومونيكا وبَتْع السريراذ لا ننسي كذلك سفهاء نوادي الخرطوم الليلة الجماعة بَتْع جوليا والعشرين، كيف لأمثال هولاء ان يغنون ويمثلون اليوم علي نفس الخشبة بين وردي وابوالامين والكابلي وعلي مستوي الشاشة بين السر محجوب وبابكر و الفاضل سعيد.

لم تكن التفاهة يوماً رمزاً لِتمثيل الفن و كذلك المياصة والغناء بصورة مزعجة لا يعتبراً فناً من الإساس. محببين الحياة غريبي الأطوار هؤلاء، إذ نأسف عليهم فقط لا غير.

أمر هذا الجيل غريب حقاً!

Categories
Uncategorized

العيون رويانه تبكى

هشّ الورد، بكت الورد وبكى الصباح واتمسى بي حزنه المساء..

كنا منتظرين شفائك وعلي امل نصبح عليك…وكنا آملين في لقائك وعلى امل نتهنئ بيك.

محمد الامين حمد النيل

ود الامين

أبو الأمين

الاسم في حد ذاته معنى، ينادي به الجميع والمعنى واحد فقط لا غير، هو الفن الاصيل، قائد الاوركسترا السودانية الفريدة الجميلة، ذهب تاركاً خلفة دموع تكفى نهر النيل وأحزان لكل الشعب، رسائل في بريد العشاق والكتاب والسياسين والمناضلين والعسكر.

السمفونية الغنائية والأوركسترا السودانية بين الماضي والحاضر كان أحد عناوينها وكاتب الجريدة الأول للأغنية السودانية الحديثة.

منعرج الاغنية السودانية بين التراث والتجديد: إنتهاء جيل الحقيبة وبداية حقبة جديدة في تاريخ الأغنية عنونها -محمد الامين حمد النيل- المدرسة الكلاسيكية القديمة الطويلة متجاوز كل أنواع الغناء القديم بين الدلوكة والحقيبة وإدراج اسمة علانية بين محمد عبدالوهاب وام كلثوم..

الثبات و النضال: دماء حمراء طاهرة نقية في سماء الخرطوم، جيل وثورة وزنازين العساكر رفض الا ان يداعب اوتار العود الحزين في حفل كبير -المسرح القومي- بحضور قامة الوطن (عبدالخالق محجوب والحلنقي ورموز جيلة) غناء بالعدل والاعتدال للوطنية المزدوجة لارض السودان:- في الجامعة أرضنا مروية…والشعب الصابر أيمانه…في دمة سطور الوطنية…من دم القرشي واخوانة). حنسمع الملحمة تاني، ونحكيها للجيل القادم.. تغني لكل ربوع الشعب السوداني باللغة الفريدة الممزوجة بين العروبة المطلقة والسودانية التاريخانية. تخطى التراث وغناء من منظورة وحدة فقط، فرسم لوحة جديدة في سماء السودان.

عاطفة العتاب لنوفمبر البكائي: مافي عيشة بلاك بتبقي…مافي نشوة ومافي ريد.. يبكي الوطن اليوم بخبر رحيل أحدٍ رموزه، مودع وقال:- قايل العليك شده وتزول ما قايلك أنت علي سفر.. سافرت وسافرت الايام بعدك يا فنان.. حال آلة العود كحال الأصحاب والأحباب، حالنا من بعدك ما حال..

أليس من حقنا أن نغازل حبيباتنا ونتغزل في أعينهم بين جدار الضباط في ليلة عنوانها أبو الأمين؟ أقول ليها عويناتك ترع لولى وبحار ياقوت.. تغني وحدك وننتشي بكلماتك ونغني معك بصوت قوي: مكحلة عمرى من بدري ولو بقدر أسافر في بريق لحظك وما أرجع.. ما حترجع تاني يا آبو الأمين. حنغني بجوار النادي همس الشوق ورجع البلد، لقد اصبح النادي فارغاً بعدك. حنطالبك بي بنتعلم من الأيام وترفضها وتغني لينا زاد الشجون وتوقفها وتشاكلنا.. نسكت، وحدك أسكت إلف من الأروح يا موسيقار.

مثلتنا ورفعت قامتنا هويتنا وثقافتنا، عار علي آرض فرجينيا أن تلامس هذا الجسد الطاهر الذي لا ينتمي لها ولم يغازلها ويغني لاجلها او يدخل زنازينها لم يقاتل لأجلها. الجميلة غرب المحيط الأطلسي، ذات البشره البيضاء لم تنل شئء ولن تبالي لجراح الماضي وحدنا نعرف وندري نوع الجرح: بحبك، ومافى غيرك نور يهل يغمر طريق الشوق، ومافي بلاكِ نور يسطع ولا فرح يسوقني يطول. البنت السودانية لديها أحقية امتلاك قبرة. جسدها ومثلها وغني لها وغازلها. كان رمزاً يعتز بها. فهي صاحبته الأغنية والمعني ونحن لدينا حق التردد مع الفنان: مافي بلاكِ.

قصة حياة إنسان، أملاكه في العالم، ريشة وضمير وكمان. رفض قلبة أزمة شعبة فتوقف وأغمض عيناه، تركنا كما تركنا الكابلي، ذهب ولم يودعنا. أيسطيع أحدنا نسيان جدار الضباط في ليلة ذات سماء صافية يرتدى فيها أبو الامين بدلة رمادية، جالساً في كرسية (رجل علي رجل) كعاده مرتدى النظارة السوداء ينظر الي السماء سارحاً في فكرة وسماءه الخاص، الجمهور في حماسة وانتظار: زورق الألحان زاد الشجون، حروف اسمك، وعد النوار. بدأت الاوركيسترا بين الناي وأوتار الأعواد والصفارة القوية، ولم يظهر الايقاع حتى اللحظة الضجيج والتوهان بين سوف يأتي والجريدة و طائر الاحلام. انضبط الإيقاع وصاح الجمهور وكل من في النادي زادت نشوتة، نظر العاشق ألي محبوبته والصديق الي صديقة، صاحب المكانة في الصف الامامي بالرداء السوداني الاصيل يضع العمة البيضاء ينظر الي زوجته ويغازلها ويضحك مع بنتة الصغيرة. أبتسم صاحب البدلة الانيقة ونهض من الكرسي يتمايل حتى وصل، وقف أمام المايك، قائد الاوركسترا: قلنا ما ممكن تسافر. ابداً ما ممكن تسافر يا أبو الامين.

في معنى الاغنية: اتعلمنا وعلمتنا الأيام، حبينا شهر اكتوبر يا فنان. وحنتذكر ١٣.١١.٢٠٢٣، ما حننسي نوفمبر.

ما بين الامسية والليالي… جانا ألخبر نبكيك بشدة، الموعد المكتوب وفي صف الشباك، للتذكرة.. تذكرة الحفلة، رفاق واحباب وطلاب وأسر. بدلة بيضاء ونظارة سوداء، صاحب الفك البارز والصوت القوي، ليلة ذات سحاب كثيف ورعد، كيف الغياب في ليلة مثل هذة. اوركسترا السودان وقائدها: دندن، فتمائل الجمهور، بداء مداعبة حبال العود والدهشة كسابقتها بين اسمر وناعم العود وكلام للحلوة، رفض الا ان يميز اليوم وغناء: يا ريتني لو أقدر أقول فيك الكلام ألمًا انكتب. همس الشوق، من لم يسكر بالخمر سكر بالألحان، السحب لم تقاوم الجمال والصوت القوي الذي ذاع شارع المطار، فبكت، بكت مودعة ولم تخبرنا أننا في اخر فصول موسيقارنا، ذهبت، وما ذلنا نقرأ في جريدة الخبر.

وما بنضوق في الدينا متعة: وكل زول غيرك ن ملو. كذبت علينا وقلت -الغائب عذره معاه- نستأنس العذر. وحنطالبك بي حلم الاماسي وغربة وشوق. حنطالب ختام الحفل بي يا حاسدين غرامنا.

بعدك عرفنا كيف يكون الموت وليلة الناس بتتالم ومتين عرف الموت دربك وما ممكن تغادر، حرام تروح، حنتلاقي وين، جدار المسرح وخرسانة الضباط و اضاءة البروف حتتقبل بدلة بعدك؟ للأمانة كنا بنزعل شديد نمن تمشي تغني في مدني او بورتسودان، كيف بدونك نعيش. أقل حاجة تخلي سفرك، حتى لو اسبوع اقلووو.. أنت عارف نحنا بعدك للصباح دايماً نسااهر..

إدعينا وقلنا تاني ما حنشتاق في عمرنا وقبل ما تمر ليلة واحدة بحرارة الشوق غمرنا. مشتاقين وحاتك قبل الليلة يا فنان، حنشتاق لرابعة العيد قبل الميعاد، بعدك مافي عيد. تغني براك وتمشي براك، الذكريات محلقة في سماء الخرطوم. رحيل بحرقة الوطن، والجرح الذي اصابة، رحل تاركاً الوطن في ازمتة، ليست مفارقة او مصادفة، لم يهن السودان عليه يومً، وقد هان واتهان امام عينية فحزن ومرض ولم يودعنا.

الحياة صعبت علينا. حنطالبك لسة، لازم من شوفتوا طولنا وحنسبح مع مراكب الشوق وحنقول ليها: لما شفتك ليلي ضو وبق نور. وفي بريد الأغنية: جاني طيفو طائف .. تماسكنا بحال البلاد، وبيكنا علي خبرك بكينا عليك بشدة وبكينا عليك كتير.

انتهي الحفل بهدوء تام، وصل الزورق الي أرض اليابسة ونزل القبطان، و ترك خلفة آلة العود فوق الكرسي علي خشبة المسرح، رفض العود الجميع وقطع أوتارة وظل وحيداً علي الكرسي، حزين علي رحيل القبطان. ذهبت الأوركسترا والجمهور، وإنطفات أنوار المسرح، وأغلق الستار..نعزي حالنا بعدك ولا الأسرة؟ حنعزي آله العود.

ودعناك الله ورسولة يا أبو الأمين.

لتذكار نوفمبر ١٣.١١.٢٠٢٣م

Categories
Uncategorized

القضية والوفاء للنيل!

لي وقتاً معكِ

وايضاً

لي غيابي الخاص

كم تعلمين، وأنتي تعليم أنني أكره الحياد: حياد الأرض وحياد الشمس وحيادكِ إنتي.

في الأوطان تخف وطأة الحزن، من الطبيعي أن تتغير المدينة في عينِ مَنّ فارقها طويلاً

تبحث عن شئ يثبت انك كنت هنا! و لكن يبدو ان كل شي قد تغير وسلب، صداع الذكريات والحبيبة التي رسمتها ذات يوم، تستذكر ماضيك الذي قضيته مجمل اللقاء والخبئ، بين يديك -موطنك- ونيلة الجميل. تتمنى لو كانت الذكريات تعُاد لتعيشها لآخر مرة، لتلقي أصحابها علي الاقل، ولكنها ذِكرى نُحنٌّ لها فتبتعد ونتناساها فتقترب، و لوهلة تعلم ان كل شيءٍ سيعود كما كان، ولكن: لا ارض الوطن ولا أُناس الوطن ولا تلك الفتاة ستعود، فتفيض عيناك كل مرة كاّول مرة من جديد علي فراقها.

هزمتني هذة الارض، الارض نفسها التي قاتلت لاجلها، هزمتني رغم صعاب طريقها، بلوحاتها الجمالية معمارها و حدائقها وديانها وسهولها، اسطورتها القديمة والجديدة. أصبحت القضية مثل -الزيتون والاحتلال- لا المحالج تدور ولا الاحتلال يتقدم، في بقعة جغرافية اصيلة نكبتها التاريخ بحد ذاتة، دخلوها ٤٨ ولم يخرجو حتى الان، والارض قيامة علي المحصول. الحروب الطويلة تولد السأم، اما نصر جليل تعتز به او خزلان تعيش فية، لقد تقبلت الثاني وعلي ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ السلام.

لا أصدق عيناً تتجاهل إبصار المسخرة الملازمة للمأساة. لقد دخلت الي هزل تاريخي وجغرافي. عزلة الثقافة الوطنية وغياب فرص الاحتكاك عموماً، ليست ارض الانتفاضية التي شاركت فيها ذات يوم، بل الاحتلال بعينة.

الارض وازمتها: لست الجندي المقاتل في التراجيديا الإغريقية، لست سوفيتي مصادم لأرضها في آبان عصر الصناعة، لست السقوط من الجليد جنوباً الي اوروبا للقتال. لم اشارك في غزوها ولا تاريخها لم احارب ارضها ولم اغتصبها لست حفيد الجندي القادم من ارض الشمال البارد في روسيا الذي دمر قلعتها لا اعرف لماذا! ولكن تيقنت انها هزمتني.

انظر الي النهر، احس من داخلي انه لا ينتمي الي، الحق: هو لا ينتمي لي ولا يمدني بشي، كل شئ بالنسبة لي إنها مياة، ليست مياة الوديان وجروف النيل، ليست المياة التي غازلها الكابلي ذات يوم! لا الاغنية ولا الموسيقي، ليست ألحان حافظ ، ليست الضفائر التي جملتنا وتحفظت بذكرياتنا في أعماقها. احس هو بذلك ايضاً، نظر الي داخلي فتيقنَ بعدم الانتماء اليه، ونظر الي داخل قلبي ودمي فوجد النيل فيه، فنبذني وتركني، ثم سلب روحي.

تبكي السماء يومياً علي تراب هذة الأرض، لا لتغسل أحزاني، بل تبكي لتحتقرني وتزيد بُوٌسي، تبكي السماء الصباح وابكي انا في المساء، ابكي وحيداً، اتذكر دموع اختي وهي تودعني، فأبكي بحرقة الايام بدونها، الي يد امي وهي تقول لا يبكي الرجال ي ولد والدموع في عينها ما تبكي ستعود قريباً هي لا تعلم ما حل بابنها اليوم، الي ابي الذي ظل واقفاً خلف الباب، يتشجع بابنة الذي فارقة لاحتقار المكان، لكن تذكر ماضية عند وداع جدتي سابقاً فتيقن أنني سأغادر بعد اقل من دقيقة، لم يقل شئ وظل صامتًا ينظر الي كالطفل الصغير لا يريد وهو يريد. أُّحنُ الي امي كثيراً الان، لست ذاك الجيد بين اخوتي في المنزل ولكن الجميع احس بغيابي، لم يعد المنزل كما كان، اعلم هذا جيداً، كل شي مرتب، الكتب في رفوفها، الصالون فارغ شاي الصباح وضحكتها انا وهي وابي، كنت الوحيد الذي يشاركهم فطور الصباح ورائحة الخبز وإبريق الشاي. أشتاق الي هاتفها في المساء -يا ولد انت وين-، لا يوجد مساء هنا، اصبحت اعود الي المنزل منذ الخامسة يا أمي، الي قصص ابي وهو يسرد لي الدولة، الي اصدقاء الحي الي جميلة النيل سابقاً.

تركت ارضي، وتركت روحي، حملت حقائبي وجسدي الي الجحيم بعينه، باحثاً عن الحياة فوجدت القيامة، القيامة قبل ميعادها. ذهب البنفسج وحملنا الظلام في غربتنا، ذهبت حمامة بأمر نوح، ولم تعد حتى الان، اتمني لها الحياة الجديدة وجمالها، سأعود وحيداً، فقد سُلبت روحي لونها المشرق! وأصابني سهم احتلال الضفة الاخري، أَصابَ الجَسد، سادع الوسادة تغسل دمؤعي. الهواجس تطالبنا وبلا رأفة. لقد تركتني للطوفان يبتلعني بعمق أحزان المحيط وظلامة. لقد حلقت بعيداً من الارض، لقد تعاهدنا على القضية ذات اليوم، أظن! ان الجانب الثاني من النهر العظيم وجدت الحمامة من هو اشد مقاومة للقضية. بالنسبة لي: لم تُناقش حتى الان، القضية عظيمة ولا يمكن إنكارها ابداً. ذهبت اصل القضية لفلسطيننا الحبيب، لست فلسطيني ولكن محب لارض -البرتقال الحزين- بكل التفاصيل، قرات عن غسان كنافي وتمعنت في لوحات ناجي العلي مررت بإشعار درويِش اعشق مقاومة القسام سمعت عن اهل الحجارة في بداية حياتي ونضالُ حماس انا ابغض الاحتلال، اذاً انا ايضاً أبن نكبة، نكُّبة القضية الجوهرية في ارض الزيتون ونكبتي التي خسرتها.

خسرتها لأنني رفضت المقاومة وتركتها، تركتها للسعادة وتركت نفسي للأحزان، من احب اقام حربً، وانا لن اقيم حربً، ساترك الحرب في مخيلتي ووسادتي. يتقاسمون، وانا اقاسم نفسي، رفضت قضية الاستئناف. ما الفائدة في مجادلة، تبحث فيها عن السؤء ونسيان ماضي الجميل لتثبت موقفك الحالي لتنتصر في أخرها، ربما تنتصر الان، لترضي الآنا الذاتية، ولكن ستلاحقق محكمة الأيام، ستختل المكانة المعهودة بينكم، وهذا السوء بحد ذاته. من أنكر الوجود أول قد انتصر في قضيتة، إذًا انا الخاسر. لا احد يكره متعمدًا شخص، جميعنا يكره: الانتظار والاختزال والخذلان وخيبات الامل ونلت من كل هذا علي جزاء نفسي.

اعرف معني الشجاعة جيداً، ولقد احترمتها، تقلب الحياة في فترة وإنكار القضية ليس بالأمر السهل، ربما الافق الاجتماعي الخاص بي هو الخطأ، لم نتعلم فيه التنازل عن شئ او ربما لم ندخل الي المأزق لكي نتنازل عن غلاف الذكريات، أُناس طيبون، يحفظون العهود والمواثيق المكتوبة والواضحة بعين البصيرة. هل الأزمة مشتركة! حقاً لا أدري، تقاسمنا جميع الفصول، نسمات النيل وقطرات المطر شهدت علي ذلك ايضاً، لا توجد معاهدة يتم فيها انكار النيل بحد ذاته. هذة حقاً أزمة خاصة بي، بين عدم المعرفة والمعرفة، شهد النيل وشهدت الأرض، والناس تذهب في نهاية الامر، مفارقة انكرها الوجود، يذهبون ولكن العار تجميع ذلك.

الميثاق يظل محفوظًا ولا يفقد قداسته.

تركت ارض الصباح ولم ياتي المساء حتى الان، تركت نفسي، واحتقّرتُ وجودها، وتركتني من اقسمتٌّ علي إبقائها بجوار قلبي، من لم اتركها حتى في مخيلتي. احتقر نفسي الان. فقدت شئ -كان كل شئ بالنسبة لي- اصبح كل شيء في مكانه ما عدا روحي. للأمانة لقد افترقنا، لا يستطيع احد برغم الثبات ان يكون جباناً، استنزاف اخر كلمة، لا يمكن التنازل عن مضمون الكلمة في معناها الحرفي واللغوي، تعلم واعلم ويعلم النيل بحب كل شيءٍ فيها، باستثنائها! لا تعلم وهذة النكران لا يغفر، الوم نفسي فقط علي هذا. كان لقانا عابراً كان وهماً في مخيلتي كان رمز عبقريا.

ختاماً: مسودة الأزمة الغامضة للشخص المشترك بلغة الإبهام والحسرة، تكتب بلا حبر وتحكي بلا صوت، لا يسمع بها أحد ولكن يحسها القلب. حقل الذاكرة: عبارة عن حفل موسيقي غير منضبط الايقاع تلعب فية آلة الفلوت دور العروس، عملية إيقاعية جميلة جداً وصل فيها احد الأطراف الي ختام اللحن بدون إشهار او أذكار والثاني ضرب أجراس الإقلاع من أرض المسرح. صفق أحد الغرباء واستولى علي المكان. وذهبت الاوركسترا وعدت وحيداً بخيبات الامل الى غرفة مظلمة في الطابق السفلي للمسرح، اعزف لخيبات الامل في محاولة هزلية لإرضاء نفسي.

لكل انسان حقة امرئِ في الظلام. اللقاء اذا إلتقينا، فالحياة تستعصي علي التبسيط كما ترون!

Categories
Uncategorized

الخرطوم، العراقة والتاريخ❤️

الخرطوم لمن مشى راجلًا بين معمارِ المدينة القديمة. من سان جيمس غربًا حتى ساحة اتنيه وومطعم باب كوستا المطل على شارع الجمهورية. وهو على مشارف شارع القصرفكتوريايرى برندات السوق الأفرنجي. وإن انعطفت يسارًا بإمكانك السير تحت ظلال النيم المعمر. على الشارع: سينما كولوزيوم/ بنكي المزارع والفرنسي/ فندق المريديان/ مستشفى الخرطوم/ كلية الطب جامعة الخرطوم/ معمل استاك.. بعدها تبدأ قطبان السكة حديد بالظهور. والخرطوم 2 تُلوِّح لك من على البعد. وأنت تقطع كل تلك المسافة تشعر كما ولو أنك رأيت في أماكن مختلفة: أحمد المصطفى، والكاشف، وحسن عطيّة، وعثمان حسين، وأبو داؤود. وتحت أي نيمة أو لبخة أو ظل بناية كأنما أنت تلمح الفاضل سعيد، والدوش، والطيب محمد الطيب، وحسن نجيلة، والحلنقي، واسماعيل حسن.

وهي بالطبع لمن حضر لياليها المشهودة و ود اللمين يرتدي بدلة رمادية أنيقة. مع نظارته السميكة وفكه العلوي البارز مُمسكٌ بآلة العود.. يغني في حفل ساهر بنادي الضباط. وصوتهُ الشجي يشقُ عنان السماء. فرأى في الأمسية الوسيمة حسناوات المدينة وجلس على المدرجات الأسمنتية خلفه السكارى الحائرين. ومن لم يسكر بالعرق يومها.. سكر بالأنغام التي يرسلها أسامة بيكلو في الصولو الأخير لهمسة شوقإيذانًا بدخول الجنة!

الخرطوم لمن شرِب القهوة على نيلها. فيأتيه مع غروب الشمس صوت غناء شعبي من غناء الحقيبة مع إيقاع الدربكة. ويسمع صياح لاعبو الورق من شلة أخرى.. تتداخل جميعُ تلك الأصوات مع صوت بابور لستر قادم من الضفة الأخرى.

الخرطوم ليست للغرباء الهمج.. الخرطوم ليست للجنجويد البرابري من نسل المنحطين ممن نمى لحمهم من مال السحت. وبالتأكيد فلولا زناة الليل والسدوميين لما باتتِ الخرطوم ثكلى.

محمد احمد عبد السلام

Categories
Uncategorized

لو تعبُرين البحر

نطير على جناح العاطفة، ونتمنى ان نصل اليكِ

____________________________________

منذ ذاك اليوم، عند تلك البقعة تحت أفرع الشجرة والهواء نقى، تنازعتني رغبتان: البوح والكتمان. تنبع الأولى من رغبتي في الاتصال وجدانيًّا بكِ، وتنبع الثانية من الرغبة في تحمل مسؤولية نفسي وإحكام سلطاني عليكِ.

ها نحن اليوم علي مفترقات الطرق، ونعلم حال بلادنا والضرر الذي لحق بها، اليوم: أعترف لكِ دوُن لفّ او دوران، يا عزيزتي، بأن وضعيتي الان صعبة وقاسية إلي أقصي حد، بمعنى ان ما اعيشه اليوم من أزمات ومحن، لم يسبق لي من قبل ابداً، أن عشتُ مثله، إنها لمآسى رهيبة.

لقد اجتماعنا على أرصفه الحياة، تبادلنا الكلمات، كنت أتهرب واحوار واجادل، ولم اضع في مخيلتي ان تسو الأوضاع الى هذا الحد، أصبحت مثل رمزية درويِش مخاطبةً الحمامة: لنا ما لناولنا ما لكم من سماء..

يا عزيزتي: تعالي لنقتسم الضوء في في قوة الظل، خذى من الليل م تريدين، واتركي لنا النجمتين، تلك البقعة الجميلة التى تمثل عيناك، لا ترحلِ، وأن كانت هذه الأرض قيامة. دعينا نأخذ الحياة بكل وجودها، ونترك استلاب الأشياء حتى تفقد لا قدسيتها..

اكتبي اليك في مساء يوم الاثنين، وانا، عشت طويلاً بفكرةِ أني كائن عادي، اكثر من اي كائن. تذكرت أسطورة كاربيلا اليونانية، بعد ازدحام حالة الحرب، وتفرق الحياة، سافر حاملاً عقلها، نعيش بين البارحة واليوم. ربما في مكان ما، في يوم ما، قد نرى بعضنا البعض مرة اخرى، ولكن تأكدي، انتي تستحقين كل هذا، ونستحق ان نسعد بلقاءكِ في كل مكان.

مرة اخرى يا عزيزتي: إنتِ، وبكل ما اتيتِ من هشاشة، لا يحق لكِ ان تميل، لأن ثمة من يتكى عليك.

أنتي عظيمة ولست أدري ماذا افعل بدونك. لقد شعرت بسعادة عظيمة ، في تلك الساعة الواحدة بجوارك، وأتمناكِ من كل قلبي.. يا أختاه لم اجد لقباً مناسباً لكِ ولي اسمك، ولتقدسيه تركته خالياً من اي اضافه، بكامل حروفه، كما هو في هاتفي.

أما الآن: أرجو من كل قلبي أن تجد أهلك كما تركتهم ، لم يتغيروا . أهم من ذلك أن تكوني أنتي لم تتغيري نحوهم” ❤️❤️

Categories
Uncategorized

الخرطوم

عيد الكرامة الوطنية

____________________________________

استيقظت البلاد علي أصوات المدافع والقنابل كعادة العشرة الأواخر من رمضان، بلاء وابتلاء علي العباد في أرض السودان. لم يسلم الدمار شخص، الجميع بين مُودع و مَودع، مطاردين او هاربين في معركةالكرامةوالبيوت لا يعلم حالها الا الله، سائلين الله ان ينصر البلاد و يشفى كل مريض ويرحم جميع شهداء الوطن..

الحسرة والحزن طاقيه علي الجميع ولكن:

علمنا ديننا ان من مقاصد الشريعة الإسلامية الاعتزاز برفع شعائر الله وتعظيمها في قوله تعالي: (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ. لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) 32/33 من سورة الحج..

والحياة لا يعجبها تذكرُ الاحياء، إنها ترشوهم بصورة بأشكال مختلفة ومتفاوتة من الرضى والقبول بالظروف الإستثنائية.

على الرغم من سوء حال بلادنا والبلاء الذى حل بها يتوجب علينا كمسلمين انلا نتعارض بين إظهار الفرح بالعيد، والحزن على ما أصاب البلاد والعباد، والتألم على حالهم ؛ فإن المسلم يظهر فرحه بالعيداعتزازًا لدينه ورفعتهً من شانه.

هذا م عهدناه من أسلافنا وأمتنا، ولنا في سيرة رسولنا الكريم وصاحبته في مضمون حالنا الذي نمر به اليوم أمثلة كثيرة.

نهنىء أنفسنا واياكم بعيد فطر مجيد وكل عام وأنتم بخير سالين الله ان يستجيب دعواتكم ويتقبل صيامكم وقيامكم ويصلح حالنا وحالكم وينصرنا علي الطاغين أجمعين..

لتذكار الخرطوم في ٢١ أبريل ٢٠٢٣م.

الله أكبر والعزة للسودان شعباً واحداً

❤️🇸🇩

Categories
Uncategorized

الكابلي

تغني الكابلي لكل ربوع الشعب السوداني باللغة الفريدة الممزوجة بين العروبة المطلقة والسودانية التاريخانية. لم يتجاوز تاريخة وتاريخ اجدادة في الكلمات السهلة لكل من سمع صوته العذب فجسد مثال حقيقي للهوية السودانية الفريدة من موقعها العالمي.

الكابلي فنان ممزوج بالطابع السياسي نسبة لتعلمه في منارة السودان، لذلك كان بين قوسين الدولة – الساسة والفن- ولعب دور كبير في تاريخ النضال السوداني كمثل جيلة العظيم، حاضر في كل ثورات الدولة متمثلة في أكتوبر ومايو، متيقناً بثورة ديسيمبر فتغني للشباب الصاعد منذ زمن بعيد.

كان ذو طابع مرهف جداً بصوته الجميل في دندة معظم كلماتة، حضرت سعاد ولم تغيب في كلماتة -اه يا سعاد- قالها كل ربوع السودان، اسم سعاد اسم يمثل كل فتيات دولتنا في جنوبة وشمالة وشرقة وغربة.

كانت سعاد ملك قلبة الوحيد فتوجت بكاس من كؤوس الفن السوداني متمثل في شخصية احد عظماء السودان. أداء كامل دورة للأجيال التي عاشرته ولم يغيب عن نيل وسام الدولة كشخصية محترمة فريدة تمثل فخر لكل من هو سوداني.

كان ذو نضال جمالي، وهذة احد الاشياء الجاذبة لشخصيته، لذلك تناولت مجموعة من اغانية في صغيري، لم يغيب يوم الا وحضر فيه. في مساء ليلة الجمعة منعزلاً راودتني ذاكرتي بتاريخ هذا الفنان الجميل الذي رحل عن عالمنا الحالي، تاركاً شيئا من كلماته لنا، متمثلة في إحدى مقاطعة:
حبيبة قلبي وهل كان ذنبي…إذا كنت يوماً نسيت الحذر؟؟

حالنا يقول كما قال الكابلي: وكتين اشوفك ببقى زول…فرشولوا فرش الموت وعاش.

نعيش على لقاء من نحب، غير مبالين لما يحدث من ضوضاء العالم. كان ذو طابع خاص في معظم الاغاني التي دندة بها، أحداها كاسئلة و اذا تمعنت في الاخري تجد جواب م تغني به..

سؤال بطابع جمالي فريد! الي كل من عشق شخصاً لم يبالي بشئ غيره ولم يتطرق لراية، ذاهباً خلف قلباً فقط!!


هل نسينا الحذر يا رفاق؟؟

عاش وعاشت ذكرياته معانا. نتمني من الله ان يغفر له ذنوبه ويرحمه..

Categories
Uncategorized

فتاة الغد❤️

قال لي ونحن نسير، لماذا أحببتها؟

وكأن سؤاله قد سحبني من صخب هذا العالم في لحظة لأتذكر تلك اللحظة التي تلاقت فيها أعيننا لأول مرة تحت زخات المطر

كيف صمت ضجيج العالم من حول رأسي فجأة ليعم الدفء.. تلك النظرة العابرة كانت لي كينبوع ماء صافي غمر الفؤاد في لحظة احتياج ليخلصه من كل أدرانه

مضت مسرعة ومضى معها سكوني

يقولون أن الحب احتياج.. وقد صدقوا

وأقول أن للحب نبضات لا تنتهي.. قصيرة هي كحياتنا

…….

🌻

Categories
Uncategorized

حرب الكرامة لإنهاء المركزية الاوروبية

حس القومية والهوية والتاريخ.

الآن بعد عشرين عاماً يستعيد الرجلُ القويّ و القائد الوطنيّ كرامة و سيادة شعبه في وجه نفسِ القوى التي أذلّت بلاده و جعلت من رئيسها أضحوكة. و أرادت أن تمضي أبعد من ذلك لتفتيتها و هدم قيم شعبها و موروثِها التاريخي.

إلا أن الشُعوب الحُرّة و إن استفحلت عليها الخديعة و نالت منها الخيانة فإنّه بوسعها النُهوض بقادتها و مفكّريها و مواطنيها الشرفاء الرافضين للهيمنة و التبعيّة.

ما زال العالمُ متّسعاً لخياراتٍ أفضل، ستنهض افريقيا بحضارتها، وسيعود اليمنُ سعيداً و ستعودُ دِمشق لمجدها الحضاريّ و ستعود بغداد و القُدس و الخرطوم و ستملكُ شعوب الجَنوب ناصية أمرها قريباً، لو جدّ العزم و صدقت النُفوس. حنعود عزاز زي م مضي..

Categories
Uncategorized

المحمدين

بؤس صاحب النافذة

هذه الحياة مجموعة من التفاصيل والاستفهامات الطويلة، يولد الغني في رفاهية مطلقة الكل فرح بقدومه فالجيران يهنونٌ والأقارب يهدون والحفلات الصاخبة تملأ الارجاء، بينما في الطرف الاخر طفل خرج للحياة لم يسمع به غير أمه التي شاقت لاجلة، وابيه الذي سعد بقدومة لدقيقتين وفي الثالثة صمت، ولم يستطع آن ينطق حرف واحداً غير، من أين وكيف..

السعادة معادلة مفارقة بين قطبين، ينشأ في داخلها المجمتع الكبير، يذهب الأطفال إلى المدرسة سعيدين، ويعودون بطلبات ونظرات التعجيب، اللون الأخضر جميل جداً، لم يكن اللون جميل، فالاخضر هو أخضر ولكن حذاء خالد كان جميل، لا تبالي كثيراً: ف خالد هو طفل ايضاً يدرس معهم، يرتدي الحذاء الاخضر. الشنطة السوداء ايضاً جميلة، نعم اللون الأسود هو رمز الفخامة والعزة، ولكن تريث قليلاً كيف لطفل في السادسة من عمرة ان يعرف ان اللون الاسود هو لون الفخامة، الطفل لا يعرف معنى الفخامة ايضاً، انما ريم لديها شنطة سوداء، ف ريم ايضاً تدرس معهم.

كبر المحمدين ودخلو المدرسة في الصف الأول، محمد صاحب الرفاء يصل الي المدرسة بسيارة المنزل الاحتياطية مع والدتة التي تتمني ان يكبر امام عينيها محمد الدكتور، بينما محمد الأخر يصل وهو ماسك بيد والدة المغلوب علي آمرة، لا يعلم ماذا يريد، ولا تحلم والدته ان يصبح شي، غير أن يتزوج ويذهب بحالةنعمالام علمت بحال محمد واصبحت لا تملك شي غير الدعاء لمحمد بالنجاح، النجاح لديها هو الزواج والعفاف لا الشهادة الجامعية التي هي بالنسبة لها اقرب الي المستحيل.

ألتقي المحمدين في الفصل، احدهم جلس قرب النافذة المطلة علي ميدان المدرسة، والاخر في الصف الاول امام السبورة، اظنك عرفت: فتوصية الوالدة الراكزة في عقل طفلها ان الدكتور يجلس امام السبورة. درسو الاساس سوياً لا يعرفون بعضهم، فالمجتمع ايضاً في حالة إضرابات داخل المدارس، الآباء ورثو ابناءهم بؤس الحياة الخارجية، فاصحاب الأحذية بالالوان الفارهة هم زملاء، اما حال محمد الشارد بالنافذة، لا يعرف مصيرة غير رب العباد. إنتهي الدوام وخرج الطلاب، ركب محمد سيارة المنزل التي وصلت للتؤ، بينما جلس الاخر منتظراً والدة ان يعود ليصطحبة الي المنزل، لم يصل الوالد المسكين، فهو لدية الكثير من العمل الشاق للقيام بة، تاركياً ابن السادسة من عمرة عند باب المدرسة متكلاً علي ربة اولاً ثم نفسه.

شعر محمد بان الزمن مضى وراودة شعور بان اباه لن ياتي فقرر الذهاب الي المنزل لوحدة، لم يكن المنزل بعيد، بضع كيلو ميترات من المدرسة، مر بالكثير من المناظر، فوجدة اطفال في عمرة علي الأرصفة وأطفال آخرين علي نوافذ البيوت ورجال يتجولون وآخرين يتسولون. هذا هو البؤس بعينة بالنسبة للطفل.

وصل المحمدين الي المنزل: الاول وصلاً مبكراً جالساً بجانب والدته يروي لها تفاصيل اليوم الاول، وكيف كان استاذ العربي يلقي لهم القصائد واباه مبتسماً، نعم فقد عاد اباه ايضاً مبكراً من العمل للجلوس بجانب محمد في يومة الأول من المدرسة، بينما وصل الاخر الي المنزل فوجود اختة مع اخاه الصغير وحدهم، وامة عند الجيران وتعمل واباه لم يعود بعد من العمل، جلس فئ غرفتة تاركاً خلفة كل اليوم التعيس، اجتمع مع اسرة علي حليب المغرب، لحسن الحظ لم يسالة احد عن المدرسة، هو لم يذهب الي المدرسة، انما جلس علي درج بجوار النافذة وعاد حاملاً معه بؤس الشارع وحيداً، ولم يسمع بأستاذ العربي انما سمع المتسولين في الشارع يطلبون المساعدة، هذة قصة محمد الثاني مع اليوم الاول.

البؤس الأول.