هل أصبحت التفاهة واقعًا حقيقياً يجب علينا تقبلها والاقرار بها؟
المسرح بين الرسالة والتفاهة، إبتداء من نقطة تفاهة ميديا العصر الحديث، تم تشوية صورة المسرح والفن، حيث تم إبتذال كل معاني الرسائل الفنية التي يتم بثُها عبر الشاشات للأجيال الحديثة – فلا توجد غرابة اليوم اذا قابلت شاب أنيق المنظر يجادلك في ما يتم بثة عبر الشاشة– إذ انه راي الجمال في مسلسل او أغنية لا تحمل اي قيمة.
الفن يحمل في معناه الكثير من الأشياء، اذا عمقنا النظر في المعنى التاريخي سنجد انة دائر حول ثلاث ركائز مرتبطة ب –الفكر والثقافة والايديولوجيا-. إذ هذا المعنى حديث وغريب علي هذا الجيل بكل معني الكلمة. فن الفكر والثقافة والايدلوجيا علي المستوي الاقليمي والوطني أختزل وضُيق علي ابعد ما يمكن ان يتصورة الانسان، إذ يمكن ان تجد شاب يجلس في القهوة (متحدث قهوة) يمسك سجارة بيدة وكاس قهوة ويتحدث عن جمال منتج يتم بثة عن طريق مجموعة غريباً أمرها، تنشر مونتاج علي المستوي الوطني، ويرأي متحدث القهوة الجمال في ما يتم نشرة عن طريق من يطلق عليه الجقر (زاندا) قصة تدور حول لا شئ، سوى مجموعة من المعتوهين يعبثون بالشاشة السودانية ويشوهون صورتها.
في الجانب الثاني الجماعُة بَتْع السرير، بقيادة من يطلق عليه زول سغيل الذي دخل هذا المجال عن طريق إيقاف المارة علي الطريق مع الفنانة الأنيقة الجميلة مونيكا، هي كذلك دخلت الوسط الفني عن طريق جمالها، إذ ان متحدث القهوة يسرد المشهد ربما من منظور السرير الذي يبُث منه تفاهه محتواهم. اذا تعمقت في النظر حول هذة المجموعة الرديئة، ستجدها لا تختلف في شئ عن الجماعة بَتْع –ستموت في العشرين وجوليا– اذ أن غرابة الأمر في هذة الجماعات ستجدها في إطار واحد مع فنانيين هذا الجيل أمثال الأنيق مازن حامد والسخيفة نانسي عجاج. كل الصفات هذة مرتبطة ب –متحدث القهوة– جالساً بعد الإفطار يناقش القيم الجمالية في تفاهة وانحطاط المونتاج وكالعادة ستجدة كذلك متذوق جيد للإزعاج الذي يخرج من حنجرة نانسي عجاج ومازن حامد ومن أشد المعجبين بي تفاهة الجقر وزول سغيل ومونيكا عميق الي درجة انه استطاع ان يشاهد الجمال عند الجماعة بتاعُ –جوليا والعشرين– يحتسي كأس قهوتة ممسكاً السجارة يتحدث ساعة ونصف عن القيم الجمالية بين حسناوات المحتوي، ويختم يومة علي ألحان نانسي ومازن، ستجدة كذلك من الاشخاص الافتراضين الذين يحبون الحياة وترفها، يناقش ويجادل ويتحدث عن الحياة من منظور جمالي يراه هو فقط والجماعة بَتْع الفن الجميل.
متحدث القهوة الأنيق المحب للحياة، يستطيع ان يجادل ساعة ونصف، لا جدل حول أختلاف الأذواق ، ولكن بدون الابتذال في معنى الفن كرسالة او فكر، حتى علي النطاق الأيديولوجي يحب ان يمارس بشكل سليم.
الفن من منظور فكري و ايديولوجي علي أراضي امريكا الجنوبية، عندما انقلب نظام بينوشيه الدموي علي السلطة واعتقل معظم مناضلين ذاك العصر علي الاراضي التشيلية، يذكرنا التاريخ اليوم –فيكتور جارا– شخصية زمانه ومحرر الشعب من الاستبداد والظلم، وقف امام دموية النظام العسكري وتغنى بأخر أغنية له –سننتصر-. إذ اتضح بعد رمى حكم الاعدام عليه ان جميع الشعب التشيلي كان محب ل –فيكتور جارا– ومتذوق جيد له فئ الخفاء وانفجر بعد موته، ويؤمنون بالعقيدة التي يحملها بان ألشعب سينتصر ذات اليوم، كان مثال حقيقي لرسالة الفن، إذ لا اريد ان اتحدث من منظور الدبابة والرصاصة وتحويل ألفن أتجاه عجلة الدماء والبطش العسكري وتحريض الظلم والاستبدادية بقوة السلاح، وكذلك لا نطلب من الانيق مازن حامد ان يكون –فيكتور جارا– عصره، ولا جرة الي جدلٍ، اذ هو بالقناعة التامة لا يفقه شئ عن الفن والغناء اطلاقاً.
كيف ل –متحدث القهوة– يتجول في شوارع القاهرة يحب الحياة وكاره للحرب ان يبحر في نضال ارض تشيلي، اذ هو يتجول علي أرض القاهرة ولأ يفقه شئ عن تأريخ مقاومتها بالفن، بالكاد انتهي من مشاهدة المعتوهين –الجقر والجماعة بتاعُ السرير– وخرج ليحب الحياة ويرفض البندقيه التى تغني لها الانيق مازن، لا نعرف عن اي بندقية يتحدث “بندقيه استبداد التمرد العسكري في الخرطوم ام بندقية الجيش” هل الكل سواسية؟ نستباح حتى يعود ليغنى مرة أخرى بجوار القصر في منطقة (المقرن) ويقيم حفلات النخب البرجوازية في كافيهات الرياض وقاردن سيتي بحضور متحدث القهوة ومعهم الجماعة بتاعُ كمبالا كذلك، ام السخيفة نانسي عجاج تجلس رجل علي رجل وتتحدث بكل بجاحة تشرح معنى رسالة الفن، وتقول “اذ لا يمكن للفنان ان يدعم قضايا الحرب إطلاقا“.
جدلية التاريخ بين الخرطوم اليوم والبارحة، إذ ان الغناء وسيلة أساسية في صفوف القتال وركيزة أساسية في التاريخ. متحدث القهوة في شوارع القاهرة –معجب السخيفة نانسي– لا يعلم عظمة أم كلثوم، ولم يسمع بالنكبة، إذ ان أم كلثوم بقوة صوتها وكبرياءها العتيق علي المستوي الاقليمي والوطني، أقامت حفل كان الاكبر حضورًا في تأريخها يطلق عليه –دعم الجيش المصري– ل عودة المقاتلين الأحرار بعد تحرير بلادهم من دنس اليهود واسترداد الأراضي المصرية، الجندي المصري يعتز حتى اليوم ان شخصية ك –أم كلثوم– تغنى له وتقف من منطلق المسرح تحية والدموع علي أعين الجندي القوي وهو يعيد أرضة، وفي بريد عبد الحليم حافظ، حفل –هالا لندن– الشهير بعد النكبة كذلك اكراماً لبناء مؤسسة الجيش المصري، إذ ان الجيش يعود للشعب مهما طغت عليه الاهواتية وتم شيطنته عن طريق سياسي العصر واختطاف جنرالاته وهندستهم، يعود الجنود الي تراب الوطن وشعب الوطن، متحدث القهوة محب الحياة والمتذوق لمازن حامد تجده مؤيدًا لمًا تداولته السخيفة –عجاج– رافض للحرب من الاراضي المصرية في رحلة نيلية ولى عليها الزمن، بجوار توتي مع شلة القهوة التي تحب الحياة والفن، يدندن علي أغنيات بصوتٍ عال لا يفقهون معنى الأغنية في حد زاتها تجد متحدث القهوة محب الحياة يردد: يجو عايدين يجو عايدين يا الله… يجو عايدين الدكاترة المهندسين يا الله.. متحدث القهوة يتحدث قرابة الساعة ونصف، إذ انه يدندن بكلمات عشة الفلاتية آلتي تغنيها للجيش السوداني وهو ذاهب الي الأراضي الأثيوبية في مواجهه الغزو الايطالي، ولكن محب الحياة لا يجد الوقت حتى يدرس القليل من معنى الأغنية ف هو مشغول بحب الحياة وجمالها.
لا نطلب من الانيق مازن حامد ان يكون وطنياً مخلصاً او حتى ان يقدم لنا فناً جميلاً كالكابلي بانضباط الإيقاع، ولا نطالب السخيفة عجاج ان تصبح ك أم كلثوم او عائشة الفلاتية، وكذلك محب الحياة –متحدث القهوة– الذي أكاد اجزم انه يؤمن ان الانيق مازن حامد من منظورة افضل من وردي والكابلي و ودالامين، معتوهين هذا الجيل مِن مَن اطلقو عليهم اسم فنانين من تربيزة الجبنة، يغنون بإسم الفن علي اسلاف وردي والكابلي و والأمين ومن شابهمم من جيلهم حتى شخصيات ك محمود عبد العزيز وعصام محمد نور.
أمر هذا الجيل غريب، تم العبث به فنياً واخل، اصبح لا يبالي لما يدور حولة، وتمادي علي جميع النواحي، إذ أبتدأ من انتهاء اخر حقبة غنائية بعد ﻣﺤﻤﻮﺩ وهيمنة الاستديو عن طريق فرفور الذي يتجول مغنياً فرحاً حوله جماعة غريباً أمرها في القاهرة وشخصيات السفارة في كمبالا ومجموعة معتوهين الشاشة الإعلامية بين “الجقر وبناته وزول سغيل ومونيكا وبَتْع السرير” اذ لا ننسي كذلك سفهاء نوادي الخرطوم الليلة الجماعة بَتْع جوليا والعشرين، كيف لأمثال هولاء ان يغنون ويمثلون اليوم علي نفس الخشبة بين وردي وابوالامين والكابلي وعلي مستوي الشاشة بين السر محجوب وبابكر و الفاضل سعيد.
لم تكن التفاهة يوماً رمزاً لِتمثيل الفن و كذلك المياصة والغناء بصورة مزعجة لا يعتبراً فناً من الإساس. محببين الحياة غريبي الأطوار هؤلاء، إذ نأسف عليهم فقط لا غير.
أمر هذا الجيل غريب حقاً!